التقاها بعد ٢٠ سنة فقال فيها هذه القصيدة الشاعر تركي عبدالغني مختارات ميس من الأردن.

قصيدة "اليوسفية" شعر/ تركي عبدالغني
شاعر أردني عاش معظم حياته في الغرب، اشتهر بشعره الصوفي الفلسفي العذب الذي يذكّر بأشعار شهيد الحب الإلهي حسين بن منصور "الحلاج"، نال العديد من الجوائز الشعريّة ويقيم حاليا ما بين إربد وبرلين،
اخترت لكم قصيدة جديدة له تبحر بنا في قصة عشق سرمديّ لم يطفئ نيرانه الزمن حتى كان اللقاء بعد ٢٠ عامًا من البُـعـد حيث تبدأ القصيدة.

النصّ:

اليوسفيّة
شعر / تركي عبدالغني

عــلــى الأقَــــلِّ .. أوْ عــلـى الأكْــثَـرِ
كُــنْـتِ اجْـتِـراحـًا مُـلْـهِـمًا .. عَـبْـقَريّ
مِــــنْ رَجُـــلٍ يــخـافُ مِـــنْ قلبِهِ
وامـــــرأةٍ .. تَــنْـبُـتُ فــــي الــسُّـكَّـرِ
مِـنْ بَـعْدِ عِـشْرينَ انْـقَضَتْ في النّوى
تَـــعُـــدُّنـي الـلـحـظــةُ بـــالأشْــهُــرِ
*
*
وأنــــتِ مــــا أنــــتِ ... وَمـــا كُـنْـتِـهِ
مـــا مَــسَّـكِ الــدّهْـرُ وَلَـــمْ تَـكْـبُـري
فــثــغــرُكِ الْــمُــرْخـى عـــلــى وَرْدِهِ
تَـــمَــرُّدُ الــنّــوْعِ .. عــلــى الـعُـنـصُـرِ
**
*
*
كـــان الـلـقـاءُ ... مـــا أســـاوي بـِــهِ
قَــــدْرَ انْــبِـهـاري .. قُــــدْرَةَ الـمُـبْـهِـرِ
*
*
سَـكَـتُّ كَــمْ سَـكَـتُّ ... لَــمْ أَقْـتَـرِفْ
حَــرْفـًا .. وَلَـــمْ أَعْــتَـدْ عــلـى مُسْكِرِ
كالمَرْمَرِ المَرصوصِ فــــي ::: مَــرْمــرٍ
حــتـى بَـثَـثْـتِ الـــرُّوحَ فــي الـمَـرْمَرِ
فـقـلـتُ مـــا قـلـتُ ... ولــمْ أحْـتَـرِسْ
وقــلـتِ كـــمْ قـلـتِ ... ولَــمْ تُـكْـثِري
*
*
وَصِـــرْتِ قـــابَ قــطـرةٍ مـــن فــَمِـي
في لحظةِ المُنْعَطَفِ الأخْطَرِ
والـعـينُ فــي الـعينِ .. وفـي داخـلي
تَــكَــثّـفَ الــعِــشْـقُ فـــلَــمْ أُبْـــصِــرِ
فــكــانَ مــــا كــــانَ عــلــى مَهْلِنا
حــيـنَ ارْتَـخَـيْـنا فـــوقَ صـخـرٍ طَــرِيّْ
وتسألين الــصّـبـرَ بــعـدَ الــهُـدى
وقـــدْ :: لَـبِـسْـنا العشقَ بـعـدَ الـعُـرِيّْ !؟
*
*
فَـــلا ادَّعـَــى الـــوردُ عـلـى نَحلِهِ
وَلا افْـتـرَى الـعـشقُ عـلـى الـمُفْتَري
فَــرِقَّـتِـي ... ذُكــــورَةُ الوَردِ فــــي
لُـــزوجَــةِ الأحْـــمَــرِ فــــي الأحْــمَــرِ
يَـدفَـعُـنـي .. يَــنْـدَفِـعُ الــمــاءُ بــــي
يُـغْـرِقُـنـي الــسُّـكَّـرُ فــــي الــسُّـكَّـرِ
فَـعِـشْـقُـكِ الْــمَــوْجِ .. تَــجَـلَّـى بِـــهِ
تَـــفَــوُّقُ الْــبَــحْـرِ عـــلــى الـمُـبْـحِـرِ