على هامش مهرجان بغداد الشعري ١٢٢٠١٢
مختارات ميس
**
إلى ابنتي التي وَأَدتُها في الرمال
قصيدة المَوءُودة مضر الآلوسي
(وفيها يتحدّث عن الحريّة التي
نلِدُها بعد تعب ونراها تكبر ببراءتها وجمالها
ثم نقتلُها بأيدينا)

أمشي.. وتمشي..
والخُطَى تَتَعَثَّرُ
وتُقِلُّ .. تُتعِبُها الرمالُ .. وأُكثِرُ
مملوءةٌ كفرتْ بما آمنتُهُ منها
وتؤمِنُ بالذي أنا أكفرُ
كانت تحاولُ أن..
وكان كلامُها صوراً
وصمتي كان لا يَتَكَسَّرُ
أبَتاهُ نلعبُ؟
كنتَ قبلَ رحيلِنا تعدو.. وأبكي..
كنتَ تضحكُ.. تذكرُ؟
أبتاه عصفوري تركتُ إناءَهُ لا ماء
كنت أظنُّ لا نتأخَّرُ
أبتاهُ .. عُدْ بي
الرمالُ تَشُلُّني .. الشمس..
ما لك يا أبي؟ لِمَ تنظرُ؟
وجلستُ عند الرَّملِ أحفرُ قبرَها
كانت تُغنِّي لي.. وكانت تَحفُرُ
كانت تقومُ تُزِيلُ عن أثوابِها تُرباً
وتجهلُ أنَّ فيه ستُقبَرُ
واللحظةُ اقتربَتْ
وكنتُ أظنُّها شيئاً يُهاب
وكان صبريَ يصبرُ
ما زلتُ أذكرُ كيف أنَّ أَكُفَّها السمراءَ تسحبُني
وكيف تُعَبِّرُ
الآنَ موتي
إنَّ وحيَكُ لم يزلْ طفلاً
ودمعُ الأنبياءِ سيَكبُرُ

***
مقاطع من ديوان "لون آخر للرماد"
الشاعر العراقي مُضَر الآلوسي
***
"الليل الثالث" من قصيدة "نهارات"
شعر / مضر الآلوسي

هم هكذا.. لا يعرفونَكْ
كن كيف.. إلا أن تكونَكْ
هم هكذا.. لا يعشقونَكْ
لكنَّهمْ يستنزفونَكْ
يستعجلونَكَ كي تخوضَ
وعندما... لا يتبعونَكْ
هم بايَعوكَ
فلا تجِيءْ مثلَ الحسينِ
سيقتلونَكْ
***

"الليل الثاني عشر" من قصيدة "نهارات"
شعر/ مضر الآلوسي

لِأجلكَ هذا الضنى والظما
فكنْ مائِيَ العَذْب
أو كنْ فما

سيأكلُكَ القلبُ حتى يموت
وتشربُكَ العينُ حتى العما

هما أنت... فاقتُلْهما إن أردت
وإن شئتَ تُبقِيهما
كنْ هما

****

أسير بقائي أم أسيرُ مَنِيَّتي
فذاك وهذي قد سئمتُ بها أسري
أَبَيتُ وجودي أم رضيتُ فإنّني
أسيرُ بِمقدورٍ إلى حيث لا أدري
أحاولُ أنْ أدري وهيهات أهتدي
ألا والضُّحى والعَصرِ إنّي لَفِي خُسْرِ
جَرَتْ سُنَّةُ الأقدارِ وهْيَ ظلومةٌ
ودارتْ بنا كالسَّابقين رَحَى الدَّهرِ
عجبتُ تُرى للموت أحْيَا وإنّما
أعيشُ حياتي كي أقُصِّرَ من عمري
تساءلتُ هل خيرٌ يُراد من الشرِّ؟
وهل بعد عُسرِ المرءِ شيءٌ من اليُسْرِ؟
رُوَيدَكَ شعري هل أصابَكَ مَسَّةٌ
من الجنِّ أخرى؟ أم رجعتَ إلى الكفرِ؟

***